الشاعر الإيراني أحمد شاملو
الحب ّ الكلّي, قصيدة*

ترجمة من الفارسية : حميد كشكولي**
الدمع سرٌّ
البسمة سرّ
الحب سر
دموع تلك الليلة كانت بسمة الحبّ
فإنني لست ُ قصة ترويها،
ولست ُ نغمة تغنيها،
ولست ُ صوتا تسمعه
أو شيئا ما تراه،
أو شيئا ما تفهمه....
فإنني الألم المشترك
نادِني !!!
فالشجر بتحدث إلى الغابة،
العشب ُ يتكلم مع الصحراء،
النجم مع الكون،
وأنا أتكلم إليك.....
قل لي اسمك!
أعطني يدك!
!قل لي ما عندك من كلام
هات ِ قلبك!
لقد أخرجت ُ جذورك،
تحدثت ُ بشفاهك إلى كل الشفاه،
ويداك تعرفان يدي
لقد بكيت ُ معك في الخلوة المضيئة،
في سبيل ذكرى الأحياء،
وغنيت ُ معك أجمل الأغاني في المقبرة الظلماء،
لأن أموات هذا العام كانوا أعشق الأحياء
أعطني يدك!
يداك تعرفانني ،
يا من لقيت متأخرا، احكي إليك،
بقدر ما يحكي الغيم مع العاصفة
بقدر ما يحكي العشب مع اليباب
يقدر ما يحكي المطر مع البحر
يقدر ما يحكي الطير مع الربيع
يقدر ما يحكي الشجر مع الغابة
فإنني قد اكتشفت جذورك
وإن صوتي وصوتك صديقان لبعضهما ....
---------------------
* أحمد شاملو (1925-2000) - ولد الشاعر و الباحث في التراث و المترجم أحمد شاملو عام 1925 في مدينة طهران، وقد ترك الدراسة في السنة الأولى للثانوية و اشتهر كشاعر في الأوساط الأدبية منذ سن السابعة عشر. فعلاوة على دواوينه الشعرية قام شاملو بترجمة قصائد وأشعار من أعظم الشعراء الأوروبيين منهم سان جان بروس و لوركا و ألبرتي وآخرون؛ كما ترجم بعض الروايات وقام بأبحاث في مجال التراث الشعبي الإيراني. كما نشط أيضا في مجال الصحافة وقام بإصدار أو ترأس عدة صحف. ويمكن للمتلقي أن يلمس في قصائد شاملو، الملحمة منسجمة مع الغزل ويرى الإنسان المعاصر حاضرا في معظم قصائده. يمجد شاملو في شعره الإنسان و شأنه و يعارض التحقير و الوهن الذي يتعرض له هذا الإنسان المقهور من قبل الأنظمة الاستبدادية التي لا تعترف بشأن له. وقد نهل الشاعر من الأدب الفارسي القديم و اللغة الفارسية القديمة حيث مزج هذا التراث مع الحداثة بإدخاله عنصر الإنسان المعاصر و معاناته في قصائده. سجن شاملو لفترة قصيرة إبان الحرب العالمية الثانية بتهمة مناصرة الألمان في حربهم ضد الحلفاء غير انه سرعان ما قد تغيرت عقيدته وأصبح يساريا ديمقراطيا وحتى آخر لحظات حياته. كما عارض أحمد شاملو بأشعاره نظام الشاه و أهدى أجمل قصائده للمناضلين اليساريين الذين كافحوا أو استشهدوا في السجون و الزنازين أو في حروب الشوارع ولم تخل أشعاره بعد الثورة الإسلامية وكما رأينا في مطلع هذا المقال من انتقادات لاذعة لما شهدته إيران من أحداث في المجتمع الإيراني بعد قيام الثورة في إيران.
** المصدر: الحوار المتمدن – العدد: 7.10.2009: www.ahewar.org
|