حوار فتاة مسلمة مع أبيها
بقلم: سليم علي ريشة *
الفتاة: يا أبي ..، أريد أن أطرح عليك أسئلة كثيرة تدور في رأسي منذ فترة طويلة.
الأب: قولي يا ابنتي..
الفتاة: هل المرأة بشر مثل الرجل؟
الأب: طبعاً!!
الفتاة: ولكننا مسلمون ولا نعترف بهذه المعادلة!!
الأب: كيف يا ابنتي؟!..، فلإسلام أعطى المرأة حقوقها بعد أن كانت جارية أيام الجاهلية
الفتاة: ولكن هناك أديان سبقت الإسلام..، هل اليهودية والمسيحية جاهلية؟
الأب: لا طبعاً..، فنحن نحترم الأديان السماوية وهي أديان الله في تلك المرحلة..، ولكن الإسلام هو الدين الأكثر حقاً لأنه آخر الأديان الذي نزلت على البشر، لأن البشر لم يرتدعوا من الأنبياء السابقين لسيدنا محمد فكان هو خاتم الأنبياء، والجاهلية كانت في بلادنا يا صغيرتي.
الفتاة: جيد..، لن أخوض بما قام به الإسلام أو مدى صحته..، ولكن ما تعريف المرأة بالإسلام؟، وأنت الذي قلت لي أعطى الإسلام المرأة حقوقها.
الأب: طبعاً!! فقد أعطاكن حق السترة، أي أن عليكي بالحجاب والنقاب والصلاة..، فأنت يا ابنتي عورة من رأسك حتى أسفل قدميك ما عدا الكفين والوجه القدمين (من الرسغ إلى الكعب)، وقد كان الرجل في الجاهلية يتزوج عشرة نساء أو ربما أكثر..، أما الآن لا يستطيع أن يتزوج سوى أربعة نساء وما ملكت أيمانه..!!
الفتاة: عظيم..، إذاً لم يقدم الإسلام أي حقوق للمرأة في واقع الأمر، فاسمع يا أبي ما سأقول..:
- أولاً: أعطى الدين الإسلامي للمرأة نصف حق الرجل، وهذا بحجة أن الرجل هو الجنس الذي يقوم بأعباء العمل خارج المنزل، ولكن الفكرة من الذي قرر أن الرجل هو الذي يقوم بالعمل خارج المنزل فقط؟؟!!،فقد كانت المرأة قبل ستة آلاف سنة متساوية تماماً مع الرجل بكل شيء، بالعمل وتحمل المسؤولية الفكرية والتربوية، مع العلم أن هذا الكلام طواه التاريخ.
- ثانياً: حلل للرجل تعدد الزوجات، أي أن للرجل حق المتعة و تعددية التجارب، بما يسمح به الشرع، والجدير بالقول أنه يستطيع رمي المرأة كمنديل مستعمل في مجتمع لا يرحمها متى يشاء عندما يكون قادر على دفع نقدها..!!، وذلك يضع المرأة عموماً تحت تصنيف العاهرة المأجورة..، أي أن التخلص منها لا يكلف سوى مبلغ من المال..!!، فضلاً عن الأمراض البيولوجية التي تتسبب بها علاقة الرجل مع نسائه الأربعة، كما أن الحقائق العلمية تثبت أن الرجل غير قادر على أن يكون كفؤ جنسياً مع أكثر من امرأة في وقت واحد وهذا إن كان كفؤ مع واحدة..، فما مصير المرأة التي تنهش لحمها ليلاً بعد أن يرمي الرجل نشوته عليها خلال دقائق ويخلد إلى النوم؟!، هل هذه هي العدالة الإسلامية؟
- ثالثاً: اعتبر ديننا أن جسد المرأة عورة بدون استثناء، فجعل منها عضو تناسلي يسير على قدمين، مما حولها لكتلة من العقد النفسية، والغريب أن وجه المرأة بالقرآن ليس عورة..!!، ولكن رجال الدين حولوه لعورة في بعض الحالات، فأين احترام الكتاب المقدس في هذا السياق؟
- رابعاً: أين حق المرأة في الجنة أيها الأب العزيز؟؟!!، فالرجال موعودون بالحوريات وأنهار الخمر والغلمان...، لماذا لم يذكر للمسلمات أي ثواب؟، لماذا لم يعدنا الله بالحوريين على سبيل المثال؟، أو أن الله يريد أن يحولنا إلى سحاقيات نتشاجر مع الرجال للحصول على حورياتهن؟؟، فأرجو منك يا أبي العزيز أن تحررنا من هذه الثقافة غير العادلة على أقل تقدير، التي وإن دلت تدل على أنها ليست من صنع الخالق.
الأب: حسبي الله ونعم الوكيل..، كل كلامك صحيح..، ولكن اخرسي ولا تبوحي به، فالمجتمع لا يرحم، وستأكل الناس وجهي، أرجوكي يا ابنتي استريني من كلامك هذا وارحمي كبري في السن.
الفتاة: أمرك يا أبي..، فأنا أحبك ولن أسمح لشيء أن يزعجك أيها الأب العظيم.
-------------
* المصدر: الحوار المتمدن – www.ahewar.org – 7.12.2009
|