מאמרים
היסטוריה, זיכרונות
תרבות
Français English عربى  Etc.

السودان: وما زال التعذيب

والاغتيال السياسي مستمرا

بقلم: تاج السر عثمان*

وجدت جريمة اختطاف الطالب الشهيد محمد موسي عبد الله بحر الدين الطالب بكلية التربية جامعة الخرطوم وتعذيبه حتى الموت استنكارا واسعا من القوي السياسية المعارضة والتنظيمات الطلابية ومنظمات حقوق الإنسان، وهي جريمة تتعارض مع أخلاقيات وتقاليد بلادنا. وكان تشييع الفقيد مهيبا شاركت فيه القوي السياسية المعارضة وجماهير الطلاب، رغم حصار قوات الأمن لمكان التشييع والمقابر وإرغام أهل الفقيد بعدم الدفن في مقابر الصحافة وشرفي والخوف والهلع حتى من موكب التشييع الهادر، أنه نظام ترسخ في ذهنه أنه لو قتل المعارضين جميعا لحاربته المقابر!!، وبالتالي لم يكن مستغربا محاصرة المشيعيين في مقابر الثورة الحارة (54). وعبثا يحاول قادة المؤتمر إيهام الرأي العام أن المعارضة قامت بتسيس قضية اغتيال الطالب( تصريح د. محمد مندور الصحافة: 16/2/2010م)، وكأنما جماهير شعبنا نست الجرائم التي ارتكبها هذا النظام منذ استيلائه علي السلطة في 30/يونيو/ 1989م، بدءا من تعذيب الطبيب الإنسان علي فضل حتي الموت، والاغتيالات السياسية التي تعرض لها طلاب جامعة الخرطوم مثل: بشير الطيب، والتاية أبو عاقلة، ومحمد عبد السلام وطارق محمد إبراهيم، والطالب من جامعة الجزيرة: معتصم أبو العاص، والذين ذهبت دماءهم الزكية ضحية لهذا العنف الغادر والهمجي، والذي أصبح من سمات هذا النظام.

واستمر العنف وانتهاك حقوق الإنسان حتى بعد توقيع اتفاقية نيفاشا مثل: جريمة إطلاق النار علي موكب سلمي لأبناء البجا في بورتسودان، وإطلاق النار علي مواطني أمري وكجبار، وقمع المواكب السلمية، كل ذلك يؤكد أن طبيعة النظام القمعية لم تتغير، كما تم أجازة قانون الأمن الذي يبيح الاعتقال التحفظي ويطلق يد الأمن في قمع المواطنين.
أن جريمة اغتيال الطالب محمد موسي تتعارض مع دستور السودان الانتقالي لعام 2005م الذي كفل حق الحياة ومنع التعذيب، كما تتعارض مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وبالتالي لابد من ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة، والضغط الجماهيري من اجل إلغاء قانون الأمن والقوانين المقيدة للحريات، باعتبار ذلك من شروط قيام الانتخابات الحرة النزيهة.

لقد تزامنت تلك الجريمة مع بداية تدشين الحملة الانتخابية للمؤتمر الوطني والذي مارس نظامه القهر والعنف لأكثر من عشرين عاما، فماذا نتوقع منه مرة أخري غير السير في طريق مصادرة الحقوق والحريات الأساسية والقمع؟!!.

أكدت هذه الجريمة أيضا ضرورة الحل العادل والشامل لقضية دارفور ووقف الحرب والانتهاكات في دارفور والتي وصلت حتى كلية التربية بجامعة الخرطوم باغتيال الطالب محمد موسي، والذي ينتمي إلي الحركة الشعبية المتحدة لدارفور، وباعتبار أن حل قضية دارفور من مطلوبات قيام انتخابات في كل أنحاء السودان وحرة نزيهة.
كما تطرح أيضا ضرورة وقف أعمال العنف والاختطاف والتعذيب الذي يتعرض له أبنائنا الطلاب في الجامعات، والتي أصبحت من السمات السالبة والمخيفة فيها، وازدادت بعد انقلاب يونيو 1989م، وضرورة المحافظة علي أرواح الطلاب وممتلكات الجامعات، وان تعود الجامعات لسيرتها الأولي كساحات للحوار وحرية الفكر والعمل السياسي وحرية البحث العلمي والأكاديمي، وهذا يتطلب عقد مؤتمر جامع يضم الطلاب والأساتذة والقوي السياسية والتربويين من اجل حياة جامعية وطلابية خالية من العنف والاختطاف والتعذيب والقتل وحرق وتدمير ممتلكات الجامعات والتي هي بلا شك ممتلكات الطلاب والشعب السوداني التي بناها بعرقه.

------------------

*  تاج السر عثمان, عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي السوداني - alsirbabo@yahoo.co.uk - المصدر: الحوار المتمدن – www.ahewar.org – العدد: 2919 – 16.2.2010.

 

 

3/2/2010