מאמרים
היסטוריה, זיכרונות
תרבות
Français English عربى  Etc.

يوسي ساريد / شعر

أخاف هذه الأنفاس المنتظمة

ترجمة :  نائل الطوخي*

 

حتى الآخر

الألم يتحصن خلف متاريسه الأخيرة

يستجمع بقايا قوته

في حرب بهذا الطول

بلا منتصرين وهزومين.

أعلم أن معارك كبيرة

دارت على جسور هنا أو هناك.

قد يكون أي فراق مرير وجارح

في حقيقته لقاء في مكان آخر

بعيداً بعيداً في الجانب الآخر.

بعد البكاء سيضحى كل شيء أكثر وضوحاً

والانسحاب سيصبح آمناً وسريعاً.

لا أحد يريد أن يهزم ذكرياته

حتى آخرها.

 

أخاف

أخاف هذه الأنفاس المنتظمة

كل آلة مصيرها التوقف.

من يبكرون للقيام يجدون الليل قد مات في الحدائق

عندما تتشقق المضخات البعيدة فجأة.

أخاف هذا النبض المحكم

كمن يتحسس معركة تم تقرير مصيرها

سوف يدق الحَكَم بنبضة الهزيمة

بدون ادعاء.

أخاف من هذه الخطوات المحسوبة

أبداً لن أتمكن من إحاطة لحظات صمتي المحاصرة

والأسوار لن تسقط.

 

البحر عجوز اليوم

البحر عجوز اليوم

هديره.. شائب

ولكن عاصف ومبتهج

مثل مدرس عقيم مع طائفة تلاميذه

في عطلة صيفية

البحر يلعب اليوم بصدفاته

وأسرار ماكرة يهمس بها للقواقع

يقرص خدي السحاب الغزير في الأفق الحار

ويمرر كفه الثقيلة والمرتعشة

على خصلات الرمال

الشمس تتفتت في عينيه إلى ألاف

من بقايا الفتات

وينثرها هو

مثل عجوز وحيد

على السحب البيضاء

شقائق النعمان – يقول اليونانيون

هي الصبا المحكوم بالموت.

البحر فضي السوالف

يمكن، أن يكون هو الشيب

الذي لن يحيا أبداً.

 

طول اليوم يتكدس السحاب

طول اليوم يتكدس السحاب

إلى أن سال دم الغروب عليه

وليس من صوت للمطر

وليس من يرد.

جدران البستان الواطئة غطت

وجوهها

بغيمة من غبار رمادي ومنثور

الأشجار المتساقطة أوراقها أطارت على

أجنحة الريح

صفحات رسالة أخيرة

عن ربيع كبير ومخيب للآمال

محراث مهمَل في الحقل

راكع على كتل التراب

صارخاً يلد

أحجاراً صامتة

وأشواكاً حزينة.

فلاح متعب حمّل مرة ثانية على ظهره

الواسع

الشمس الثقيلة والغاربة

ووصل بيته

وجمع أغنام آماله المكبوسة

في طست جاف.

 

قبل

 

قال: "مثل انسحاق هذه السيجارة في يدي

سآتي"...

ثم قال: "كذوبان هذه الشمس قبالنا

سوف أصل"...

وفي النهاية قال: "كانطفاء هذه المصابيح من بعيد

سوف أكون موجوداً"...

ولم يصل

لم يصل

لم يكن موجوداً.

لأن الرماد أخذ يشوّكه هناك في داخله

قبل خروجه

--------------

* يوسي ساريد, سياسي إسرائيلي  وكاتب مقالات و شاعر؛

المصدر: هكذا تحدث كوهين, القاهرة - http://www.hkzathdthcohen.blogspot.com  

  

 

 

 

 

10/11/2010