מאמרים
היסטוריה, זיכרונות
תרבות
Français English عربى  Etc.

الشكر والحمد للشباب.. والشعب أكبر

بقلم: هشام حتاته

- تنزاح الغمة .. وترحل الطغمة .. ويبقى الشعب صانع مصيره ومستقبله ، ارادة الناس الغائبة عادت لتصنع ماعجزت عنه الدعوات الحارة فى المساجد ، وماعجزت عنه اطالة اللحى وتقصير الجلاليب وارتداء النقاب والحجاب .عادت على ايدى شباب غير مخدر دينيا ، وغير مغيب وراء مزاعم القضاء والقدر

- وعندما ارادت قوى الظلام الاخوانية ركوب الموجة والنزول الى الشارع والالتحام بالجماهير، والتى حذرت منها فى مقالى ( الى شباب الفيس بوك : احذروا الاخوان ) لفظها الشباب الواعى والليبرالى سريعا ، فنراها الآن تتلون ، فمرة تقول انها جزءا من حركة الشارع ، واخرى تقول انها لن ترشح احد فى انتخابات الرئاسة المقبلة ، واخيرا تصلنا رساله عبر البريد الالكترونى على شكل بيان صحفى يوم 9/2 يقول عنوانه ( نرفض الدولة الدينية ولسنا طلاب سلطه .. بيان صحفى من الاخوان السلمين . ) هل رأيتم مثل هذا العهر السياسى ..؟؟ وردا على هذا البيان نوجه لهم سؤال واحد : هل تقبلون بالغاء المادة الثانية من الدستور المصرى فى الدستور الجديد الذى سيتم اعداده والتى تنص على ان الشريعه الاسلامية هى المصدر الرئيس للتشريع ، والذى قال عنها المرشد السابق مهدى عاكف فى مقابلة مع فضائية العربية منذ يومين محذرا ومتوعدا العلمانيين قائلا : ان المادة الثانية من الدستور خط احمر دونه حمام من الدم ؟؟

 

 

- فى الوقت الذى تتكاتف فيه كافة القوى الوطنية داخل وخارج مصر مع الثورة ، حتى الولايات المتحدة والغرب تجاوبت مع احلام الشعب رغم التحالف المصلحى السابق مع نظام مبارك ، فى هذا الوقت نجد الملك السعودى عبدالله يتصل بالرئيس هاتفيا منذ اليوم الاول ليعلن تضامن المملكة معه ، ثم نعرف ان اللوبى السعودى داخل امريكا مع اللوبى الاسرائيلى يقومون بالضغط على الرئيس الامريكى لتخفيف حدة انتقادة لبقاء الرئيس مبارك فى الحكم ، ويهدد الملك السعودى انه فى حال انقطاع المعونة الامريكية للضغط على نظام مبارك سيقوم بتعويض النظام المصرى بقميمة هذه المعونه . وبذلك يقف السعوديين فى سلة واحدة مع الاسرائيليين . لان الملك السعودى يدرك ان نجاح ثورة مصر وقبلها ثورة تونس ستكون بداية تغيير شامل فى منطقة الشرق الاوسط نحو الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان . فاذا كانت الشمس تشرق من الشرق فأن النور يأتى من الغرب .

- كنت دائما اخشى اندلاع ثورة الفقراء المجيشين والمغيبين دينيا لانها ستكون هى البيئة الصالحة لوصول الاخوان الى الحكم . فقد كنت اعى تماما ان المستقبل لن تصنعه القوى الغيبية الماورائية ، وقد كتبت على رأس موقعى الخاص على النت مايلى :

(عزيزى القارى :

وصل الخطاب التعبوى الدينى الى ذروته .. امتلأت المساجد ، طالت اللحى وقصرت الجلاليب ، انتشر الحجاب والنقاب ... احتل الشيوخ الفضائيات والمنابر وعقول الناس .. فهل تقدمنا ؟ ، هل حلت علينا بركات الله وتفجرت كنور الارض تحت اقامنا ..؟؟

اذا كنت تعتقد فى ذلك فلا تقرأ لى سطرا واحدا .. واذا كان العكس فأقرا ، لتفهم – لماذا اصبحنا فى مؤخرة الشعوب ..علميا .. وثقافيا وحضاريا ، بعد ان كنا فجر الضمير الانسانى فى التاريخ المكتوب .)

-  الآن تخلصت من بعض مخاوفى ، وان كانت جماعة الاخوان ستظل طرفا فى المعادلة لبعض الوقت ، وان كانت معظم الفئات الفقيرة والمهمشه والمجيشة دينيا ( بفضل الفكر الوهابى ) ستظل حاضرة على الساحة ، وان كانت بعيدة عن اى دورا فى صناعة المستقبل اما الملك السعودى ومفتى مملكته السعيدة التى وصف ثورة الشباب العظيم بالفوضى ، فسوف اخصص له المقاله القادمة لاوضح الدورالمخزى والمشين لمملكة آل سعود ضد الشعب المصرى بداية من ثورة اليمن فى مطلع الستينات حتى ثورة شباب الفيسبوك العظيمة والتى توجت بالنصر مساء اليوم .
مبروك لشعب مصر ولكل شعوب المنطقة العربية التى سيشملها التغيير السريع حتما . واتوجه بالشكر والحمد للشباب وليس غيره ، فالشعب هو الاكبر وليس غيره .

-------------

* هشام حتاته - من مواليد  1951 بأحدى قرى محافظة الغربية, مصر. صاحب دراسة عن جذور الحركة الوهابية وارتباطها بالفكر التكفيرى، واسباب انتشارها ودور المخابرات السعودية فى ذلك، ونشوء "حق الاعتداء" فى الفكر البدوى مقابل التسامح فى الفكر الزراعى. كتب عن حق الاقباط فى استعمال قانون " اذ دراء الاديان " ضد من يقدح فى العقيدة المسيحية. كشف ان الصراع فى دارفور هو صراع بين القبائل العربية الوافدة والمستوطنه" الجانجويد "، واهل السودان الافارقة الاصلاء.  احد افراد كتيبة الفكر الليبرالى التنويرى، وفصل الدين عن الدولة، وحق المواطنة لجميع المصريين بغض النظر عن الدين اوالعرق اوالجنس – http://www.hishamhatata.com. المصدر: الحوار المتمدن www.ahewar.org  - العدد: 3275 – 12.2.2011.

 

2/14/2011