מאמרים
היסטוריה, זיכרונות
תרבות
Français English عربى  Etc.

لماذا يصمت الحزب الشيوعي على مجازر سوريا ؟

 

الثورة في سوريا بعيون "نفاعية"

محمد نفاع "النظام السوري دكتاتوري لكني ادعو الحفاظ عليه"

هشام نفاع "لا يمك ان يكون أي نظام ممانع بدون الحرية لشعبه"

بقلم: ريمون مرجية*

اشعلت ثورة الشعب السوري خلافات وانقسامات في المحيط العربي بين داعم للنظام وداعم لسقوطه، وامتدت هذه الانقسامات من الدول العربية والعالمية، لتصل الى  الاطر والاحزاب، واحيانا داخل الحزب الواحد او .. العائلة الواحدة.

احد هذه الاحزاب هو الحزب الشيوعي الذي لم يصدر موقفاً مندداً بالنظام السوري، لم يطالب باسقاطه، وبحسب امينه العام محمد نفاع " هذا ما توافقت عليه جميع الاحزاب الشيوعية في العالم من ضمنها السوري ايضا" لكن هذا الموقف لا يلقى رضا كثير من الشيوعيين، من ضمنهم ناشط بارز، كان محررا لصحيفة الحزب "الاتحاد" لغاية فترة وجيزة، وهو نجل الامين العام، الزميل هشام نفاع.

يرى نفاع الابن ان ما يجري في المنطقة هو ثورة شعوب عربية " لاننا نتحدث عن سياق وتاريخ واحد واحداث متشابهة.. هناك روح واحدة تهب على الشعوب العربية". وماذا عن سوريا؟ هي ايضا ضمن هذا الحراك رغم الاختلافات ومميزات كل دولة.

"سوريا مستهدفة من قبل مشاريع امبريالية واقليمية، وهناك من يحاول ان يعرضها لخلافات دينية متخلفة" يقول نفاع الابن، لكن في الوقت ذاته " هل يعني هذا وتحت ذريعة وجود مؤامرة عليه، انه يحق للنظام ان يستخدم الدبابات والمروحيات ضد المواطنين"؟ يتساءل.

يتفق الوالد مع ابنه " الشعب السوري أهل لكل مساعدة من النظام، ونحن ننتقد ما يفعله بالشعب، لا حاجة لاي احكام عرفية او حالة طوارئ.. لكن، وهنا تأتي لكن كبيرة " النظام السوري دكتاتوري من جهتي كانسان ويساري وعربي لكن من ناحيتي النظام في كوريا الشمالية افضل من الانظمة الديمقراطية في الولايات المتحدة واوروبا.. وسوريا  تقف حجر عثرة امام الولايات المتحدة". هنا بالنسبة الى الشيوعي العريق بيت القصيد، امريكا " كل ما هو ضد امريكا والامبريالية مشاريعها انا معها".

في المقابل، لا ينفي هشام حقيقة بقاء سوريا في محور ممانع للمشروع الامريكي " لكن لا يمكن ان يغطي هذا على المذابح الفظيعة التي يرتكبها النظام".

فما هو موقف الوالد من المذابح؟ "ضدها طبعا.. المذابح المتبادلة", وهنا يدخل الاثنان الى خلاف اخر، ما الذي يجري في سوريا؟

يجزم نفاع الاب ان هناك "مجموعات المسلحة التي لم نكن نراها في تونس او مصر" ومن يقف خلفها؟ "الإخوان المسلمون، هم مركب اساسي في هذه المجموعات" معتبرا ان "لدى المعارضة اسلحة متطورة جاؤوا بها من العراق وتركيا والاردن".

وما رأي هشام بالموضوع؟

" الادعاء الشائع اننا لا نعرف ما يجري في سوريا، والسؤال هو، من الذي يمنع العالم من معرفة ما يحصل هناك؟ النظام يغلق الفضاء الاعلامي والاتصالات ويدعي فيما بعد ان هناك من يشوه صورة سوريا وما يحصل فيها"

يتفق الاثنان ان سوريا دولة ممانعة، ولا يختلفان ان نظامها دكتاتوري، لذا يطرج السؤال هل تشفع لها ممانعتها للمشروع الامريكي امام سلبها للحريات؟

بالنسبة لهشام الجواب واضح " كي يكون أي نظام مقاوم وممانع عليه ان يمنح شعبه العيش بحرية، وكان بالامكان لنظام الاسد ان يستبق الاحداث ويتعلم مما حصل في تونس ومصر لكنه فشل في ذلك".

مقابل خطاب هشام الداعي للحريات، كان لوالده خطاب اخر، يمكن القول انه خطاب ميكافيلي " من افضل؟ يتساءل، لو قتل 100 شخص او مئات الالوف؟ ويرد "احيانا القتل دفاعا عن الوطن والقيم الانسانية هو ضروري".

وما رأيه بخطاب الحرية الذي يطلقه ابنه واخرون؟ " في السابق لم اوافق كثيرا مع الطروحات التي يطرحها هشام" يستهل رده، ويواصل " هناك مجموعة من الشباب ذات النفوس الحساسة اكثر من اللازم، لكل خدش في الديمقراطية، اخاف ان تصير الديمقراطية هي المثل، هذا الخوف حقاً" اذن الا يتفق الجيل القديم مع الجديد؟ بداية ينفي الاثنان ان الموضوع له علاقة بفارق السن " والدي طرحه ناري وثوري".. "وما زال شابا" يضيف ضاحكاً.وردا على السؤال، بلا، هناك ما يتفقان عليه.. اسرائيل.

فمع اشتعال الثورة في سوريا وتوارد الانباء عن سقوط ضحايا ومجازر ترتكب بحق المدنيين، بدأ الاعلام الاسرائيلي يلحن على نغمة "اين اعضاء الكنيست العرب من الذي يجري هناك؟"

ترتفع نبرة هشام عند تطرقه لهذا الموضوع " كل هذا النفاق الاسرائيلي لا يهمني.. مجموعة المنافقين والابواق والببغاوات في الاعلام الاسرائيلي هم اخر من يحق لهم ان ينتقدوا". على غرار الابن، يرفض الامين العام هذه الانتقادات " وضد من يعطي الشهادات في الحرية والديمقراطية".

وقبل الختام، ولانه لا يمكن بدون طرح سؤال عن موقف "عزمي بشارة" (اتجاه معاكس) المفاجئ لكثيرين بعد وقوفه ضد النظام الذي طالما اعتبره صديقا، نطرح السؤال على "النفاعين" وبينما يرفض الابن الخوض في الاسماء لكن يرى ان المرحلة الحالية تلزم المحللين التنازل عن عدة ارتباطات ومواقف قديمة كي تستطيع رؤية الصورة بوضوح" يصوب الوالد بعيارات ثقيلة، منتقدا "هذا التلون" في  المواقف "حسب مصالحهم الخاصة وبسبب ضيق افقهم" مذكرا انه "عندما اصدرت الجبهة والحزب بيان تضامن مع المعارض السوري رياض الترك، كان هناك من ارسل الى النظام السوري البيان محرضا على الحزب".

-------------

* المصدر: حديث الناس, الناصرة – العدد: 585, 17.6.2011.

 

 

 

 

6/27/2011