מאמרים
היסטוריה, זיכרונות
תרבות
Français English عربى  Etc.

لمحة عن بعض جرائم النظام السوري ضد الفلسطينيين*

 - تل الزعتر عام 1976م ..

لما بدأت الحرب الأهلية في لبنان في 13 / 4 / 1975م واستطاعت القوات الفلسطينية بالتعاون مع القوات الوطنية اللبنانية دحر الكتائبيين وحلفائهم من الموارنة ، وألحقوا بهم شر هزيمة ، وأطبقت القوات الفلسطينية وجيش لبنان العربي على معظم لبنان ، دخلت القوات السورية وقوامها 30 ألف جندي لبنان في 5/6/1976م وخاضت معارك طاحنة مع القوات المشتركة .

واقتحم البعث السوري لبنان ؛لكي يبقي على امتيازات المارون التي حرمت مسلمي لبنان من حقوقهم المشروعة في قمة السلطة ، وفي مناصب الجيش والتمثيل النيابي وغير ذلك .

اقتحم البعث السوري لبنان لكي يضرب الوجود الفلسطيني، ويؤدي المهمة التي عجز عنها فرنجيه والجميّل وشمعون واسرائيل .

وبعد تدخل النظام السوري بساعات أعلن رئيس وزراء العدو اليهودي إسحاق رابين عن ارتياحه العميق لخطوة النظام السوري، وقال : إن إسرائيل لا تجد سبباً يدعوها لمنع البعث السوري من التوغل في لبنان ، فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين، وتدخلنا عندئذ سيكون بمثابة تقديم المساعدة للفلسطينيين ، ويجب علينا ألا نزعج القوات السورية أثناء قتلها للفلسطينيين ، فهي تقوم بمهمة لا تخفى نتائجها الحقة بالنسبة لنا .

والعالم رأى النظام السوري ، وهو يضرب مسلمي لبنان والمقاومة الفلسطينية .

وخاضت القوات السورية معارك طاحنة مع القوات المشتركة .. حتى بلغ عدد القتلى منذ بدء الحرب حتى يوليو 1976م خمسون ألف قتيل..

وقد كان هناك تنسيق بين قوات الكتائب وحلفائها وبين الجيش النصيري والقوات الإسرائيلية ( بمباركة وزير الدفاع الصهيوني وسنتحدث عن هذا التنسيق في الفصل الخامس حيث يظهر تورط نظام النصيريين بمجزرة صبرا وشاتيلا وحماية مرتكبيها

وقد صرح الشهيد أبو عمار بأن شارون العرب ( أي حافظ الأسد ( قد حاصرنا من البر ، وشارون اليهود قد حاصرنا من البحربدأ حصار القوات المارونية لتل الزعتر في أواخر حزيران ، وسقط المخيم في 14/8/1976م بعد حصار دام أكثر من شهر و نصف ، انطلق الصليبيون الموارنة داخل المخيم كالوحوش الكاسرة ، وراحوا يذبحون الأطفال والشيوخ، ويبقرون بطون الحوامل، ويهتكون أعراض الحرائر، وظهرت صورهم على شاشة التلفاز في معظم بلدان العالم، وهم يشربون كؤوس الخمر احتفالاً بالنصر على الفلسطينيين المسلمين ، وكانوا يعلقون صلبانهم في أعناقهم .

وتحت عنوان ( أحداث لبنان ) نشرت جريدة المجتمع الكويتية في عددها ( 308 ) مقالاً يكشف حجم المؤامرة على الفلسطينيين المسلمين التي نفذها رجال الكتائب والنصيريين السوريين تحت سمع وبصر الحكام والشعوب العربية وجامعة الدول العربية : ( قام الكتائبيون وحلفاؤهم بخطف مائة طفل وامرأة من تل الزعتر وأعدموهم بطريقة بربرية، إذ أطلقت عليهم نيران الرشاشات عشوائياً بعد تجميعهم قرب مناطق تل الزعتر .. وفي جسر الباشا هتكت علوج الروم أعراض المسلمات ، وفعلوا أشنع من ذلك في مذبحة الكرنتينا ، حيث هدموا البيوت وأبادوا الأطفال ، وسلبوا الأموال واعتدوا على حرائر المسلمات ، وما نقله القادمون من بيروت أن الأوغاد كانوا إذا اعتدوا على كرامة الأبكار من الفتيات ، تركوهن يعدن إلى أهلهن عاريات كيوم ولدتهن أمهاتهن.

حقاً إنها مأساة .. طلب الفلسطينيون المحاصرون في لبنان فتوى من علماء المسلمين تبيح لهم أكل جثث الموتى حتى لا يموتوا جوعاً  ..

لدي من زمنٍ يسكنني .. وأنا من زمن أسكنه .. والآن تكفنه عيني .. فدعوني آكل من إبني .. كي أنقذ عمري .. ماذا آكل من إبني ؟!! من أين سأبدأ ؟!

لن أقرب أبداً من عينيه .. عيناه الحد الفاصل .. بين زمان يعرفني .. وزمان آخر ينكرني ..
لن أقرب أبداً من قدميه .. قدماه نهاية ترحالي .. في وطن عشت أطارده .. وزمان عاش يطاردني ..
ماذا آكل من إبني ؟! يازمن العار .. تبيع الأرض ، تبيع العرض .. وتسجد جهراً للدولار ..

لن آكل شيئاً من إبني يا زمن العار .. سأظل أقاوم هذا العفن .. لآخر نبضفي عمري .. سأموت الآن .. لينبت مليون وليد .. وسط الأكفان على قبري .. وسأرسم فيكل صباح .. وطناً مذبوحاً في صدري ..

أليس من المؤسف بعد هذا كله أن نجد من بين الفلسطينيين من يتعاون مع النظام النصيري السوري ، بل يغنون لحافظ الأسد وابنة بشار في أفراحهم ..

* * *
هذه هي شهادة اللواء توفيق الطيراوي

مدير المخابرات الفلسطينية العامة سابقا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، عن عذاباته في سجون البعث السوري حيث اختطفته المخابرات السورية يوم الثالث والعشرين من يوليو 1985 من بيروت ، بتهمة الانتماء لحركة فتح. أفرج عنه يوم الثاني من نوفمبر لعام 1989 ، بعد اعتقال وسجن دام أكثر من أربع سنوات ، قضاها في سجن فرع فلسطين بدمشق ، وقد أصيب من جراء التعذيب بكسور في العمودالفقري وضعف في البصر .

يقول توفيق الطيراوي في شهادته عن فترة سجنه في السجون السورية :

بداية أود القول أن كل ما سأرويه في شهادتي هذه ، لا يعطي إلا صورة موجزة عن حقيقة ما يعانيه جميع المعتقلين داخل زنازين وأقبية سجون النظام السوري . في تاريخ الثالث والعشرين من يوليو 1985 ، اختطفتني المخابرات السورية من بيروت إلى معتقل عنجر وبقيت هناك أربعة أيام تعرضت خلالها لأقسى أنواع التعذيب والاضطهادوالإهانة ، ثم نقلوني مع العشرات من المعتقلين الآخرين إلى فرع المخابرات السورية المعروف ب ( فرع فلسطين ) رقم 235 في العاصمة السورية دمشق ، وبقيت في سجن هذاالفرع قرابة إحدى عشر شهرا ، في قبو صغير تحت الدرج ، ويعتبر زنزانة انفرادية ، بعدذلك نقلوني إلى مهجع أكبر قليلا من الزنزانة الأولى ، وبقيت فيه حوالي ثلاث سنوات ،ثم قاموا بنقلي إلى مهجع أكبر ، وبقيت فيه إلى حين خروجي من المعتقل ، يوم الثاني من نوفمبر عام 1989 ، حيث أبعدوني إلى لبنان . الشهور الأولى لإعتقالي التي أمضيتها في زنزانة منفردة ، كانت الأقسى والأصعب خاصة الأشهر الثلاثة الأولى منها ، هي الأشهر التي يخضع فيها السجين للتحقيق اليومي المكثف على مدار الأربع والعشرين ساعة، يتعرض خلالها لأقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي...إضافة إلى ما يعانيه السجين داخل الزنزانة ( القبر ) ، حيث البرد القارص الذي لا يحتمله إنسان في الشتاء ،والحرارة الأشد في الصيف ، ولا يوجد فيها أي متنفس سوى فتحة صغيرة في الأعلى ،والزنزانة خالية من دورة المياه ، وهذا يعني أنه إذا رغبت في قضاء حاجتك في غيرالأوقات المسموح لك بالخروج فيها ، فما عليك إلا أن تتبول في ملابسك ، وهذا حصل معيأكثر من مرة .

وسائل التعذيب الجسدي

كثيرة هي الطرق و وسائل التعذيب التي يمارسها الجلادون في السجون السورية ضد المعتقلين ، ولديهم أكثر من ثلاثين طريقة تعذيب ،ولكن سأتحدث فقط عن الطرق التي مورست في تعذيبي شخصيا داخل السجن :

أولا : الدولاب، وهذه الوسيلة يستقبل بها السجين منذ اليوم الأول لوصوله ، ويتم خلالها وضع السجين داخل إطار سيارة ، بحيث يكون غير قادر على الحركة ويصبح ظهره مقوسا ،وتكون رجليه قريبة من رأسه ، ويبدأ ضرب السجين بالكرباج ، وهو عبارة عن كابل كهربائي مؤلف من عدة أسلاك معدنية ، ويستمر الضرب حتى الإغماء ، ويطال الضرب كل أعضاء الجسم بما فيها الأعضاء الحساسة .

ثانيا : الفلقة، ويتم فيها ربط رجلي السجين ورفعهما إلى أعلى، ويبدأ الضرب بالكابلات الكهربائية والهراوات, ويستمر الضرب حتى يفقد السجين وعيه ، وهذه العملية تستعمل أكثر من مرة في اليوم .

ثالثا: الوسيلة التي عذبوني بها كثيرا ، وتكاد تكون الأصعب وهي  الكرس ...وهو كرسي خاص مجهز بمفاصل حديدية في منطقة إتصال المسند بالمقعد ، ويربط عليه السجين من القدمين والأكتاف واليدين خلف مسند الكرسي ، حيث تفتح بعد ذلك المفاصل بما لا يتيح للسجين أي شكل من أشكال الحركة ، حيث أية حركة تضغط على العمود الفقري، وهذا يعني أن أي سجين إذا زاد عليه الضغط لثوان معدودة يمكن أن يؤدي ألى كسرعموده الفقري... وقد تعرض أحد السجناء لكسر في عموده الفقري جراء هذا التعذيب ،وسجين آخر ينتمي إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، أصيبت يديه الاثنتين بالشلل التام جراء تعذيب  الكرسي  ، وهناك وسائل تعذيب أخرى استعملت ضد سجناء آخرين ،وتضاهي الكرسي في وحشيتها ، وهي  البلانكو و السلّم... بالإضافة إلى وسيلة جديدة أبتكرها الجلادون ، وهي الدفاية  ، ويقوم خلالها الجلادون بفتح رجلي السجين ، ويأتون بدفاية كهربائية ذات درجة حرارة عالية جدا ، ويقومون بتقريبها من أعضائه الجنسية ، مما يسبب له آلاما لا يمكن احتمالها .

التعذيب النفسي

في الحقيقة ، كان للتعذيب النفسي والمعنوي طوال فترة السجن التأثير الأكبر عليّ وعلى باقي السجناء ، حيث أن التعذيب الجسدي ، كان ينتهي بعد نهاية الآلام والأوجاع التي كنّا نعاني منها بعد كل عملية تعذيب ، أما التعذيب النفسي ، فكانت آثاره تستمر طوال اليوم والشهر والسنة ، خاصة وأنت لا تعرف أين أنت ، ولماذا أنت في السجن ، وماهو مصيرك وما يمكن أن تتعرض له...والسؤال الأقسى الذي كان يضغط علينا هو : هل أهلك يعرفون عنك شيئا ، حيّا كنت أم ميتا ؟. والتعذيب النفسي كان يأخذ أشكالا مختلفة...على سبيل المثال ، وهذا السؤال وجهوه لي منذ اليوم الأول لاعتقالي : مارأيكم أن توقعوا على بيان تشتمون فيه ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية ، ونفرج عنكم ؟. وقد عرضوا عليّ أيضا أن ألتحق بصفوف المنشقين عن حركة فتح ، كي يفرجواعني!!!. أنا شخصيا تعرضت لمساومات عديدة للخروج من السجن مقابل التوقيع على بيان ضدالأخ ياسر عرفات وضد منظمة التحرير أو الانضمام للمنشقين ، وآخر مرة تعرضت فيها للمساومة من هذا النوع ، كانت أيام حرب المخيمات ، حين أتاني محمود عيسى (أبو عيسى) ، وهو أحد قيادات المنشقين إلى السجن ، وقابلته بوجود العقيد  بسام  ، وهو نائب رئيس فرع فلسطين في المخابرات السورية ، وساومني الاثنان على الخروج من السجن شريطة الانضمام إلى المنشقين...إضافة إلى العديد من السجناء ، كانوا يضغطون عليهم من خلال أقاربهم وأهلهم، مثل  عادل الصغير  وكان مصابا بالربو وهو أبن عم  زياد الصغيرأحد المنشقين ، وقد جاءه أحد أقاربه ليقول له : إن أبن عمك سيتدخل للإفراج عنك ،فردّ عليه  عادل  : لن أخرج من السجن عن طريق المنشقين حتى لو بقيت عشر سنوات أخرى في السجن ، وكانوا يهددوننا على الدوام بالاتصال بأهلنا وعائلاتنا للضغط علينا، أو يمنعون عنا الزيارة التي كانت تتم بالمناسبة .

وأريد أن أذكر قصة تعطي الدليل على فظاعة التعذيب النفسي والمعنوي الذي يمارسه النظام السوري بحق جميع السجناء والمعتقلين . عندما وصلت في اليوم الأول إلى السجن في دمشق ، بادرني أحد المحققين بالقول : إن أسمك ليس  توفيق الطيراوي ، وإنما  عصام ثابت  ، و بمجرد أن سمعت هذا الاسم ، حتى تملكني الرعب وتبادر لذهني على الفور أسم  أمين ثابت  وهو الجاسوس الإسرائيلي الذي أعدم في سورية ، وكان أسمه الحقيقي  كوهين . وتبادر إلى ذهني أن  عصام ثابت  هذا ، ربما أرتكب عملاما ، وسيتم بالتالي أتهامي بهذا العمل ، وربما قاموا بعد ذلك بتصفيتي جسديا ، ثم عرفت أن هذه أسماء وهمية يطلقونها على بعض السجناء الذين ينوون إنكار وجودهم في السجن أصلا ، حتى لا يطالب بهم أحد ، وأمام هذا الوضع كان لا بد من الإصرار على موقفي مهما كانت التبعات ، فرفضت أمامهم وبشدة هذا الاسم ، وأصريت على أني أسمي هو  توفيق الطيراوي  ، ورفضوا هم ذلك ، وأصروا على إنكار أسمي الحقيقي بالتهديد حينا وبالضرب والشتائم أحيانا عديدة ، ثم أخذوني إلى شخص آخر مهمته استلام أغراضي الشخصية التي سرقوها فيما بعد ، وعندما سألني هذا الشخص عن أسمي ، قلت له : توفيق الطيراوي ، فقام على الفور بضربي وشتمي قائلا : يا كلب يا أبن الكلب ، أسمك الحقيقي يجب أن تنساه وإياك أن تذكره ، وإن أسمك الآن هو عصام ثابت . وقد كان هذا الأسلوب من أقسى أساليب التعذيب النفسي الذي يتعرض له السجناء ، لأنهم لايعرفون لماذا يطلقون عليهم هذه الأسماء تحديدا ، وما هو المصير الذي ينتظرهم من وراء تغيير أسمائهم !!. الشيء الآخر الذي كان يسبب لنا ضغطا نفسيا كبيرا ، إنك تكتشف بأنك مسجون ضمن ظروف لا تفهم عنها شيئا ، خاصة بعد أن اتهموني بأنني كنت وراء وضع متفجرات في سورية ، وهذا غير صحيح ، وبمجرد أن سمعت بهذا الاتهام الباطل حتى تبادر لذهني بأنهم يودون إعدامي ، مما جعل ظروفي النفسية صعبة للغاية . ومن ضمن وسائل التعذيب الأخرى ، نظام  الرهائن  ، حيث يتم اعتقال زوجة أو شقيقة أو والدة أو والد أو شقيق أو أبن أحد المطلوبين الذين لم يتمكنوا من اعتقالهم ، ويستمراعتقال هؤلاء حتى يسلم المطلوب نفسه ، وعلى سبيل المثال تمكن سجين من الهروب من السجن ، فقاموا على الفور باعتقال زوجته وضربوها حتى أجهضت ، ورفضوا الإفراج عنهاإلى أن سلّم السجين الهارب نفسه...في الحقيقة إن المعاملة السيئة التي تعرضنا لها ،وما يزال باقي السجناء يتعرضون لها ، لا يمكن وصفها ، حيث كان الواحد منّا يشعربأنه إسرائيلي مسجون عند النظام السوري .

النساء السجينات

يوجد في السجن العشرات من السجينات الفلسطينيات واللبنانيات والسوريات ، ممن اعتقلن من لبنان وسوريا ، والعديد منهن اعتقلن مع أطفالهن ممن تتراوح أعمارهم بين السنتين والأربعة سنوات...وكنّا نسمع دائما أصوات بعض النساء وهن يصرخن في وجوه السجانين ، قائلات لهم :  نريد حليبا وماء لأطفالنا . وقد تعرضت أولئك النسوة للتعذيب الجسدي والنفسي ، و أيضا كان العديد من النساء اللواتي اعتقلن مع أزواجهن مثل زوجة الأخ  عطية  ، وهو عضو لجنة منطقة في مخيم شاتيلا ، وبقيت زوجته معتقلة أكثر من عام ،وزوجة المحامي  ياسين  بقيت في السجن أكثر من عام ، وكان هناك امرأة مسنّة أسمها  أم عصام  ، بقيت معتقلة مع ولديها الاثنين ، ..وهناك ثلاثة فتيات فلسطينيات ، أفرجوا عنهن ، وتم تسليمهن للمنشقين الذين وضعوهن في السجن لأكثرمن ثلاثة شهور، بعد أن رفضن التوقيع على بيان التعاون والعمل معهم.

العدد الحقيقي للمعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام السوري

في الحقيقة ، إن العدد الحقيقي للمعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام السوري ،يتعدى الستة آلاف ، ولكنني لا أستطيع أن أعطي رقما دقيقا لعدد السجناء للأسباب التالية :

أولا : هناك مابين 1500 و 2000 سجين مفقودين ، لا يعرف عن مصيرهم شيئا.

ثانيا : توجد أماكن عديدة للاعتقال والسجن ممنوع عنها الزيارة ، وبالتالي من الصعوبة معرفة عدد المعتقلين داخلها .

ثالثا : العدد الكبير للسجون وأماكن الاعتقال .

رابعا : صعوبة الاتصال مع غالبية السجون والمعتقلات.

لهذه الأسباب ، لا أستطيع أن أعطي رقما دقيقا عن عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام السوري ، وعلى سبيل المثال ، فإن ما يسمى سجن فرع فلسطين  الذي كنت مسجونا فيه ، وصل عدد السجناء الفلسطينيين فيه إلى أكثر من 1000 سجين ، في الوقت الذي لا يتسع فيه لأكثر من 500 سجين .

في الختام ، وأنا أضع شهادتي هذه بين أيديكم ، أرجو من جميع الهيئات والمؤسسات والمنظمات العربية والدولية المهتمة والمدافعة عن حقوق الإنسان ، أن تضاعف جهودها من أجل الإفراج عن جميع المعتقلين في سجون النظام السوري : فلسطينيين ولبنانيين وعربا آخرين.

* * *

شهادة محمد سليم حماد في كتاب "تدمر شاهد ومشهود"

هذا الكتاب: " تدمر.. شاهد ومشهود " لشاب دخل سجناً من سجون هذه الطائفة الخبيثة في سوريا الشام ومكث فيها إحدى عشرة سنة تامة، من سنة 1980 حتى 1991.

لم يستطع أن يعرف عددها حتى خرج منها وسأل أحدهم: في أي يوم نحن؟ قال: في 29 كانون الأول 1991 مـ. قلت أردعليه: لقد أوقفت منذ أكثر من إحدى عشرة سنة فأنا منذ الثامن من تشرين الأول عام 1980 مـ مسجون.

السجين الكاتب هو محمد سليم حماد.

يحتار القارئ للكتاب أي فصول يمكن أن يختار حتى يعرف القراء مقدار قذارة وخسة وحقارة ولؤم وحقد هذه الطائفة النصيرية الكافرة على أهل الإسلام.

وحتى يعرف العالم مقدار الألم الذي عاناه المسلم المستضعف إذا وقع تحت مخالب أعداء الله تعالى من الزنادقة والمرتدين. و لتعرف الأمة نجاسة وحقارة هذه الطائفة الحاقدة.

يقول الكاتب:

ـ كانت حفلة التعذيب كما تقرر لي مرتين في اليوم، أخرج إلى غرفة التعذيب مكبلاً مغمض العينيين... أجرد من ملابسي بالكامل وأعلق مشبوحاً من يديّ ... ذكر الأحداث بعد ذلك: تبدأ بالشبح أحياناً، فتتسلط الكيبلات والسياط في هذه الحالة أكثر مما تتسلط على الظهر والصدر والرأس، وتعمل ملاقط الكهرباء عملها في الوقت نفسه.

ـ أما الحالة الأخرى من التعذيب فكانت على " بساط الريح " وهو لوح من الخشب يشدون المعتقل عليه من كل أطراف بسيور جلدية، ثم يرفعون نصفه الأسفل الذي ارتصت عليه الساقان ولم تعودا تملكان أي فرصة للتحرك، وتبدأ الكيبلات ذات النصال المعدنية تهوي على بطن الرجلين تنهشهما بلاشفقة، وتترك مع كل لسعة لها أجزاء من نصال الحديد في ثنيات الجروح المتفجرة، فإذا انتهى الضرب بقيت هذه النصال مع الدم المتجمد والجروح المفتوحة فتلتهب وتتعفن.

ـ ولأنهم يعرفون أن العورة لدينا أمر كبير فقد كانوا يتعمدون إهانتنا بالعبث بسوآتنا بطرف الكيبل والعصي أثناءالتعذيب، أو الإطباق بملاقط الكهرباء على المحاشي وإطلاق صعقات الكهرباء فيها، وكانذلك في الحقيقة من أشد أنواع العذاب علي.

ـ غير أنه مما لا ينسى أبداً من مشاهد تلك الفترة يوم أن أطل أحد الحراس من شرفة السقف ونادى على أخوين شقيقين من مهجعنا وأمرهما بكل صفاقة وسفالة [ قليلة والله في حقه هذه الكلمات ] أن يخلعا ملابسهما ويفعلا الفاحشة ببعضهما البعض ... ومع الضحكات الفاجرة والمسبات الدنيئة أصر المجرم على تنفيذالأمر ... ولم يفتح أحد منا سيرة ما جرى بعدها ستراً للأخوين وحفاظاً على شعورهما وكرامتهما، وكرامة وشعور أبيهما الذي كان نزيل المهجع نفسه.

آلام وآلام ومشانق وقتل بالضرب على الرأس وصور تتوارد أمامك لا تكاد تحس بمن حولك. ومع ذلك كله كانت آيات الله تعالى بالصبر والثبات تتوالى:

ـ دخلت الشرطة صبيحة ذلك اليوم المريروقرؤوا أسماء المطلوبين فيما كانت إجراءات نصب المشانق وتهيئة مراسم الإعدام تتم في الباحة أمام مهجعنا مباشرة ... فلما سمع الأخوة أسماءهم وأيقنوا بالمصير تراكضواإلى الحمام فتوضئوا والنفوس.اً هناك وصلوا عليه تخفياً من الشرطة خشيةً علينا نحن لا على أنفسهم، ... وخرج الركب أكثر من عشرة كأنهم غير الذين عرفنا كل هذه الأيام ؛مطمئني النفوس ... مشرقي القسمات ... مقبلين بكل جوارحهم على الله تعالى راضين بقضائه، واستطاع بعضنا أن يعانق عدداً منهم .، ... ولا زلت أذكر كأنه الساعة كيف أن الأخ [...] استيقظ صباح ذلك اليوم مبكراً وقال لأخوة حوله: رأيت اليوم رؤيا، سألوه: خيراً إن شاء الله ... ماذا رأيت؟ قال: رأيت قول الله تعالى في القرآن الكريم:  وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } ولم يلبث أن نودي للإعدام بعد ساعة أو أقل رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

ـ فما هي إلا برهة حتى سمعنا أصوات التكبير تتعالى، وسجناء ينادون أسماءهم ويقولون أخوكم فلان يوحد الله تعالى، ومن بين هؤلاء لا أزال أذكراسم الأخ محمد ناصر البيك من حمص الذي بلغتنا تكبيراته وعباراته الأخيرة وهو يقول: أخوكم محمد ناصر البيك يوحد الله تعالى.

ويبقى الكتاب دليل إدانة لكل من تسول له نفسه بمصالحة هؤلاءالمرتدين. ويبقى شاهد إثبات ضد كل من يحسن بهم الظن، وسيبقى دليلاً لكل من آمن أن الجزاء الشرعي الوحيد ضد هؤلاء هو ما فعله رسول الله (صلى الله عليه وسلم مع بني قريظة.

---------

رابط كتاب "تدمر شاهد ومشهود"

http://www.fileflyer.com/view/YL2ICCr

* * *

دور سوريا في حماية مجرمي صبرا وشاتيلا

كما مر معنا في الجزء الأول فان الموارنة حلفاء النظام السوري وهذا مجرم صبرا وشاتيلا وحليف النظام السوري ايلي حبيقه يؤكد انه غير نادم على ما فعل وانه لو تكررت الظروف التي سبقت المجازر لعاد الى فعلته. هذا الخنزير هو ايلي حبيقة قائد العمليات في ميليشيات الكتائب المارونية. هذا صوت حبيقة وهو يقطع الصمت الرهيب الذي لف مكان المجزرة طالبا من أنذاله التحقق من قتل حتى الحيوانات في المعسكرين. بعد ثمانية عشر عاما على هذه المجازر فإن المرء لا يكاد يصدق انه لم تجر ولو محاولة واحدة للتحقيق فيما حدث، وتقديم المجرم الذي قام بهذه الجريمة النكراء للعدالة.

من السهل علينا اتهام الكيان الصهيوني بتنفيذ الجريمة، وهذه كلمة حق يراد بها باطل، صحيح ان حبيقة وخنازيره قد استغلوا الحماية الصهيونية لمداهمة المعسكرين ، وكان الكيان الصهيوني هو المسؤول عن المنطقة بوصفه الجهة المحتلة لمحيط بيروت في ذلك الوقت، لكن الذي نفذ المجزرة مليشيا الموارنة من الكتائب وهؤلاء حلفاء النظام السوري

تحميل الكيان الصهيوني المسؤولية عن مجازر صبرا وشاتيلا يأتي فقط للتغطية والتواطؤ الفظيع الذي أبدته حكومتا سوريا ولبنان مع المجرمين الذين نفذوا المجازر، اذا كان احد لا ينكر ان ايلي حبيقة صاحب الفكرة الملعونة وهو الذي اشرف على تنفيذها، ولا يكلف نفسه حتى عناء انكار علاقته بها، فلماذا تعاملت سوريا مع هذا الامر على هذا النحو وهي الآمرة الناهية الحقيقية في لبنان؟ واذا كان الكيان الصهيوني قد منح حبيقة الحماية لتنفيذ العملية فلماذا تقوم سوريا بحمايته بعد ذلك ومنعت المساس به؟ لا يكاد المرء يصدق ولو في اشد الكوابيس حرص الحكومة السورية على تعيين حبيقة كوزير في الحكومة اللبنانية بعد ان استقرت لها الامور، والحرص على اختياره نائبا عن بيروت الشرقية في البرلمان اللبناني ليتمتع بالحصانة البرلمانية لكي لا يتم التحقيق معه. على الرغم من انه يحلو لنا ان نطلق على الكيان الصهيوني ما نشاء الا انه قد تم تشكيل لجنة تحقيق في الكيان الصهيوني أطاحت بوزير الدفاع ارئيل شارون آنذاك ومعظم قادة الجيش الصهيوني الذين كانوا على علاقة بالوضع في لبنان، صحيح ان هذا يأتي في نطاق الخطوات الانضباطية التي تحرص عليها الدولة العبرية، لكن مثل هذه اللجنة لم تحرص سوريا على تشكيلها، بل ان الحكم في دمشق كافأ المجرم حبيقة بالتحالف معه والذود عن تاريخه المخزي، وهكذا نعرف لماذا يصرون في وسوريا على تحميل الكيان الصهيوني المسؤولية عن المجازر، لان ذلك يخفي وراءه مدى التواطؤ الذي قامت به سوريا مع المجرم حبيقة في تنفيذ جرائمه، مع العلم ان جرائم حبيقة لم تقتصر على تنفيذ مجازر صبرا وشاتيلا، فالكتاب الذي ألفه بيار ابو عون احد اقرب مساعدي حبيقة والمقيم حاليا في باريس اماط اللثام عن المئات من المجازر التي نفذها ضد الفلسطينيين واللبنانيين المسلمين وكذلك المسيحيين.

بالطبع هناك أسباب واضحة وراء عدم تحرك سوريا لمحاسبة حبيقة، بل مكافأته على ما فعل حتى على جرائمه ضد سوريا نفسها -

أولا : فلولا ضلوع سوريا المباشر في جرائم حبيقه لما تركته خاصه انه تطاول على سوريا نفسها فما كان من سوريا الا ان عينته وزير مكافئه له على هذا التطاول

ثانيا : فالنظام السوري الذي قتل عشرات الآلاف من أبناء شعبه في ليلة واحدة لا يرى ان قيام حبيقة بقتل عدة ألاف من الفلسطينيين أمر يستدعي ردة فعل مهما كانت .

عندما سأل احد الصحافيين ارئيل شارون الذي كان وزيرا للدفاع اثناء ارتكاب المجازر قائلا : "الا تشعر سيدي بالذنب عندما ارتكبت المجزرة من حلفائك"،

فرد شارون بثقة "هل تعلم يا سيدي ان الذي نفذ المجزرة يشغل الآن منصب وزير في الحكومة اللبنانية وبدعم من سوريا!!"

هل بقي أكثر من هذه الأدلة لتؤكد ضلوع سوريا بشكل او بأخر في مجزرة صبرا وشاتيلا.

وهنا نتساءل:

من هم أطراف المؤامرة إسرائيل التي حاصرة المخيمات وحمت الكتائب المارونية بقيادة ايلي حبيقه أثناء المجزرة ؟

ام الكتائب المارونية التي نفذت المجزرة؟

ام سوريا التي حمت قادة الكتائب المارونية بعد المجزرة؟

وما هي مصلحة سوريا في حماية المجرم منفذ المجزرة قائد الكتائب المارونية ايلي حبيقه؟

وما الفرق بين من يحمي المجرم قبل قيامه بجريمته ومن يحميه بعد جريمته ؟

اترك لكم الإجابة ونترك الأمر للزمن لعله يظهر حقائق جديدة لم تصلنا بعد رغم وضوحها وخاصة الموقف السوري.

-----------

* المصدر: منتديات حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح / 13.10.2010 – www.fatehmedia.org.











 

10/4/2011