מאמרים
היסטוריה, זיכרונות
תרבות
Français English عربى  Etc.

 اعتذار

بقلم: محمد علي طه*,  قابول

* قرأت مقال محمد علي طه ، وآمل ان القراء فهموا لمن موجهة سخريته

أقول شكراً لكم يا رفاق ويا أصدقاء لأنكم أعدتموني إلى رشدي وصوابي واكتشفتُ أنني امبرياليّ الهوى، أمريكيّ الفكر، رجعيّ الثقافة وأنني من سلالة أنصار ايزنهاور ودالاس وجونسون ومن مريدي الجورجَين الأب والابن وروحهما أوباما.
أنا كنت غلطان وأعترف بأنني كنت أقبض من أمريكا وعندي ثلاث جمعيات تموّلها قطر والسعودية والاتحاد الأوروبي كما تشملني الأميرة تفاحة بعطاياها السخية. أنا غلطان فالاتحاد السوفييتي ما زال حياًّ يُرزق وبوتين صديق الشعوب وموسكو هي هي.

ماذا جرى لي يومئذٍ عندما كتبتُ المقال اللعين "شاو...شاو...شاوشيسكو" وتنبأتُ بسقوط الرفيق الاشتراكي؟  وهذا معناه أنني وقفتُ يومئذٍ مع الامبريالية. وكيف حدث لي أن انتقدتُ القائد العظيم صدام حسين ووصفتهُ بالدكتاتور فصدام من سُلالة سعد بن أبي وقاص وبطل أم المعارك وقاهر الفرس والأمريكان والرجعية العربية وكان عليّ أن أؤيد تحريره للكويت، بل أن أطالبه باحتلال إمارات الخليج العربي كلها فهؤلاء هم أولاد الأمريكان وغلمانهم ؟ وهل كنت أعمى عندما شاهد الناس أبا عديّ في القمر وشاهدته في حفرة ؟ ولماذا أخطأتُ وانتقدتُ الأخ العقيد معمر القذافي فالمطالبة برحيله معناها الوقوف مع الناتو. الأخ العقيد رجل ثوريّ صاحب الكتاب الأخضر ومخترع اسراطين والنهر العظيم وأبو الوحدة العربية وخليقة عبد الناصر وملك ملوك أفريقيا وابنه سيف الإسلام هو سيف الدولة الحمدانيّ. لماذا هاجمته ؟ الرجل لم يقتل ليبياً واحداً طيلة حكمه القصير. الناتو هم القتلة الذين قتلوا عشرات آلاف الليبيين. يلعن أبوهم عرصات.

هذا الربيع العربي كذبة كبيرة. هذا خريف أخو شليتة. هذه فوضى وسوف نبكي على أيام بن علي وأيام مبارك وأيام علي الصالح ونقول: بن علي ولا الغنوشي. مبارك ولا العريان. علي العبد لله ولا شو اسمه خيّا ؟ الدنيا إما أسود وإما أبيض. خلّينا على ما نحن عليه ولو على خازوق.

لماذا لم تعجبني ضحكة الرئيس بشار الأسد وهو يخطب وقلتُ انها ضحكة بلهاء؟ لماذا لم أقل أنها سكس تخلع قلوب النساء الشاميات؟ يبدو أنني لا أفهم بفن الاخراج. الرجل يخرج ويضحك. الرجل قومي وطني اشتراكيّ وحدويّ يدعم المقاومة ويعادي الأمريكان والفرانسيسكان والأنجلوكان والمرحوم أبوه لم يشارك في حرب الخليج وقد دخل الى لبنان على الرغم من أنف أمريكا وأنف اسرائيل واحتلّ تل الزعتر ووحد منظمة التحرير. واستح اندح امبو: الود طالع لأبو... بشار الأسد مثقف رضع الديمقراطية عندما درس الطب في لندن وطبّقها في دمشق ولم يسجن أحداً ولم يقمع أحداً فالناس في سوريا أحرار، والحرية والديمقراطية عمّت وطمّت والوضع الاقتصادي فوق فوق والأجور عالية، والعدس والزيت والأرز والسكر لا يباع بالبطاقات. لماذا يأكل الناس هذه المواد الرخيصة ولا يكتفون بلحمة الخروف وفيليه العجل والسمك البحري؟ من يطالب بالحرية والخبز فهو استعمار امبريالي عميل لفرنسا وإسرائيل وأمريكا وتركيا وضد الشعب.

هؤلاء المتظاهرون في المدن السورية متآمرون وعملاء للرجعية وعملاء لأمريكا وفرنسا وتركيا وإمارة قطر الديمقراطية العظمى وأنصار سايكس بيكو القديمة والحديثة وهم الذين يقتلون بعضهم البعض. يدا بشار نظيفتان نقيتان معطاءتان.... خُذوا....!!
قدّيش كنت غلطان. اليوم اكتشفت الحقيقة. يلعن أبو أمريكا مثل البرد أساس كل علة ويعيش بشار الأسد. يعيش حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ. وحدة حرية اشتراكية. الله وبشار وبس .

اللهم لا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا .

أقول شكراً لكم .

29.1.2012

1/30/2012