מאמרים
היסטוריה, זיכרונות
תרבות
Français English عربى  Etc.

أ - المأساة والمهزلة في سوريا اليوم!

بقلم: كاظم حبيب* 

 نحن اليوم أما لوحة دراماتيكية , كارثة إنسانية , مجزرة بشرية , حمامات دم , هجرة مستمرة صوب تركيا ولبنان , نحن اليوم أمام عمليات تدمير هائلة للتراث والحضارة الإنسانية وما بنته الأجيال السابقة في سوريا , نحن أمام حالة مرعبة لا يمكن ولا يجوز أن تستمر بهذه الصورة المتوحشة المتناقضة مع ما تحقق للإنسان من حقوق في هذا العصر الجديد الذي نعيش فيه , عصر الإنفوميديا وعولمة الحياة والمجتمعات على الكرة الأرضية في القرن الحادي والعشرين,  نحن أمام دولة همجية ونظامٍ بعثيٍ متوحش ومستهتر يواجه شعباً أعزل , يمارس معه القتل اليومي بالمئات دون رادع أو وازع من ضمير. كما نقف اليوم أمام معارضة ما تزال متصارعة رغم الوحدة الشكلية الراهنة على السلطة , رأيناهم بالأمس وفي آخر اجتماع لهم في القاهرة يتصارعون كالديكة على الكعكة السورية. ونحن أمام "أخوة مسلمين!" يتطلعون للقفز على السلطة والهيمنة على الحكم كما جرى في مصر , وصراخ بعضهم اليومي بـ "الله اكبر" لا يجسد إيمانهم بل رغبتهم في الهيمنة ودليل توحش وليس دليل وعي بالخسائر الفادحة التي تسقط يومياً في سوريا. ونحن أمام مجتمع دولي يتصارع في ما بين دوله الكبرى على مصالحه "الحيوية" في المنطقة المليئة بالذهب الأسود الذي يتحول فيها بفعل جشاعة المتصارعين إلى دماء الناس الأبرياء التي تعود إلى الأرض بدلاً عن نفطها المستخرج , يستبدل النفط بالدماء المسفوحة في المنطقة بدلاً من الخير العميم الذي يفترض أن يعم شعوب المنطقة. مجتمع دولي يتفرج بسخرية قاتلة على مئات الجنائز وهي تنقل إلى مثواها الأخير في العديد من المدن السورية , ومبعوث دولي وعربي يتأرجح بين مدينتي "نعم" و "لا", بين الفشل والإدعاء بإمكانية الحل السلمي! نحن أمام مأساة يعيشها الشعب السور ومسخرة يمارسها المجتمع الدولي.

إن من يتحدث بأن الكارثة محدقة بالشعب السوري , نقول له قف وافتح عينيك جيداً فالكارثة قائمة ومستمرة وليست محدقة بالمجتمع السوري , وهي إن لم يتوقف القتل الجماعي , سينتشر سعير هذه الحرب التي يشنها النظام البعثي الشمولي ضد الشعب السوري إلى مناطق أخرى من الشرق الأوسط.

إن واجب المعارضة السورية الديمقراطية يتكثف في مسألة واحدة هي وحدة المعارضة الديمقراطية وأن يكون لها تكتيك موحدة وإستراتيج مشترك واحد لا ينتهي بسقوط النظام الشمولي فحسب , بل يمتد ما بعد هذه المهمة لكي لا تسرق الثورة الشعبية من قوى لا تريد الخير والتقدم لهذا الشعب. لن ينفع الاعتماد على السعودية وقطر , فهما دولتان دخلتا في مساومة دولية جائرة لا تعود لحضارة وعصر القرن الحادي والعشرين , أقطابها الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية وقطر وجماعة " الأخوان المسلمون " الدولية للسيطرة على المنطقة بأسرها , لمصادرة الديمقراطية وحقوق الإنسان باسم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان على النمط الأمريكي – السعودي - القطري – القرضاوي , لإقامة دولة ثيوقراطية مناهضة لبقية الديانات والمذاهب الدينية ولكل فكر حر وديمقراطي.

إن واجب المعارضة السورية الديمقراطية ومنذ الآن أن تنتبه لما يراد لسوريا في الوقت الحاضر وفي المستقبل من تأجيج للصراع الطائفي العلوي – السني والصراع القومي العربي – الكردي, وضد أتباع بقية الديانات , وخاصة ضد المسيحيين , وضد الكُرد , إنها محاولة جادة لتنشيط الهويات الفرعية القاتلة , الهوية الدينية والطائفية على حساب الهوية الوطنية السورية , هوية المواطنة السورية الحرة والمتساوية المشتركة.

لنعمل من أجل دعم نضال المعارضة الشعبية السورية في الداخل والخارج , لنعمل من أجل وحدة المعارضة السورية الديمقراطية المناضلة في سبيل حياة حرة وكريمة , ودولة مدنية ديمقراطية دستورية حديثة تفصل بين السلطات الثلاث وتحترم استقلال القضاء والرأي العام والإعلام , وتفصل بين الدين والدولة والدين والسياسة في آن , وحكومة تلتزم بالحياة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية ومساواة المرأة التامة بالرجل والتنمية الاقتصادية وتكافح الفساد السائد والمفسدين وتقلص الفجوة المتسعة بين مدخولات الأفراد السنوية وتكافح الفقر وعدد الفقراء المتزايد في سوريا.

إن القوى الديمقراطية في العالم العربي تتطلع لأن تكون الثورة السورية في طليعة الثورات العربية التي تؤسس للحياة الآمنة والديمقراطية والتقدم الاجتماعي وتكون نموذجاً لبقية دول المنطقة.

-------------

* المصدر: الحوار المتمدنwww.ahewar.org  - العدد: 3789 – 15.7.2012

 

ب - السفيرالسورى المنشق في العراق - نواف الفارس -

يفضح السلطة في بغداد لموالاة  نظام القتلة  في دمشق

بقلم: علي عجيل منهل*

  انشق السفير السورى في العراق نواف الفارس في مرحلة مبكرة كثيرا من الانتفاضة في سورية. وقد جاء معه بكمية لا يستهان به من الأسرار فتبين ان طهران تستعمل ضغطا شديدا على السلطة في بغداد لموالاة نظام القتلة في دمشق.

واتهم نواف الفارس، السفير السوري السابق في بغداد الذي انشق عن النظام، الحكومة السورية بالضلوع في التفجيرات الانتحارية التي نفذت ضد اهداف حكومية في دمشق، وقال ان هذه التفجيرات نفذتها القاعدة بالتنسيق مع الاجهزة الامنية، واشار الى التفجيرين اللذين استهدفا مباني حكومية في منطقة القزاز في ايار (مايو) واللذين قتلا خمسين شخصا وقال انا متأكد من انه لم يصب اي من المسؤولين الامنيين بسبب الانفجار، لانه تم اخلاء المكاتب قبل 15 دقيقة من التفجير . واضاف كل الضحايا كانوا من المارة .

وكان الفارس يتحدث في اول لقاء له مع صحيفة بريطانية صندي تلغراف عبر الهاتف من قطر حيث قال ان النظام تحالف ولا يزال متحالفا مع تنظيم القاعدة وان القيادة طلبت منه عندما كان-- محافظا لدير الزور القريبة من الحدود- مع العراق ان يسهل دخول الجهاديين العرب الى العراق وتوفير المساعدة لمن يريد السفر الى هناك من العاملين في الخدمة المدنية.

وقال ان قراره الانشقاق جاء بعد خيبة امله من تنفيذ النظام وعوده بالاصلاح، حيث قال ان النظام حاول في بداية الثورة اقناع السوريين ان الاصلاح قادم، وانتظر الشعب طويلا دون ان تتحقق الوعود هذه عشنا على الامل لمدة، والتمسنا لهم العذر، لكن بعد اشهر اصبح واضحا لي ان الوعود لم تكن سوى اكاذيب، وهذا ما جعلني اتخذ قراري، فقد شاهدت المجازر ترتكب، ولا يمكن لاحد ان يعيش مع هذه المجازر وبعد ان شاهدت ما شاهدت وعرفت ما عرفت فلا احد يمكنه العيش مع هذه الجرائم .وتتوافق تصريحات الفارس حول ضلوع النظام بالتفجيرات مع احاديث المعارضة التي شككت في حينه بالرواية الرسمية. ورفض الفارس الانجرار الى الحديث عن الدليل الذي يملكه ليثبت تورط النظام بالهجوم على نفسه، لكنه حسب الصحيفة في وضع مناسب اكثر من غيره للحديث عن هذا لعلاقته بملف العراق اثناء الحرب.

فمن الاسباب التي ادت الى صعوده السريع كشخصية مؤثرة في النظام هو قبيلته العكيدات التي تمتد مضاربها على طول الحدود مع العراق، حيث استخدم مناطقها النظام السابق كطريق لتهريب الجهاديين الى داخل العراق ولعب الفارس دورا هاما في هذه العمليات حيث قال بعد غزو العراق عام 2003 شعر النظام بالخطر ولهذا بدأ يفكر بخطط لتعطيل عمل القوات الامريكية داخل العراق ولهذا اقام تحالفا مع القاعدة ، واضاف انه تم تشجيع كل الجهاديين العرب لدخول العراق عبر سورية وقامت الحكومة السورية بتسهيل حركتهم، وكحاكم للمنطقة تلقيت اوامر شفهية انه يجب تسهيل رحلة اي عامل في قطاع الخدمة المدنية يريد دخول العراق، ويجب ان يتم التغطية على غيابه عن عمله ، قال اعتقد ان ايدي النظام السوري ملوثة بالدم ويجب ان يتحمل المسؤولية عن القتلى الكثيرين في العراق . واضاف انه يعرف اسماء عدد من ضباط التنسيق من الذين لا تزال علاقتهم مستمرة مع القاعدة لن يكون بمقدور القاعدة القيام بأي عمل بدون علم من النظام ، وواصل قائلا ان الحكومة السورية تريد ان تستخدم القاعدة كورقة مساومة مع الغرب ، ولتقول له اما نحن او هم .السؤال كيف تسمح الحكومة العراقية لهذا المجرم العمل بالعراق وكيف تنسى الدماء العراقية التى سببها النظام السورى وتقف اليوم وتدعمه باشكال متنوعة.

مجازر دير الزور

وكان الفارس قد اتخذ قراره بالخروج على النظام قبل خمسة اشهر، بعد جمعة دموية حيث اصبحت الجمع الايام الاعتيادية لخروج المحتجين لقد ارتفع عدد القتلى في ذلك اليوم بشكل غير عادي، خاصة في منطقتي (دير الزور)، وكانت القشة الاخيرة، فلم يعد لدي امل في النظام. ونظرا لخوفه من انتقام النظام من عائلته المكونة من ستة اولاد وعلى اقاربه بدأ تدريجيا باخراجهم بهدوء من البلاد، وتم تهريبه هو نفسه من بغداد بمساعدة المعارضة. ورفض الحديث عن تفاصيل العملية لكنه ظل يواصل مهامه كسفير حتى اخر لحظة من اجل ان لا يثير انتباه السلطات العراقية التي كان يشك انها تراقب حركاته كدبلوماسي.

وقال انه يشعر بالاسى لان انشقاقه ادى الى مساءلة الامن لاقارب له فيما اضطر آخرون للاختفاء عن الانظار، لكنه قال ان كل مخاوف لديه تبخرت عندما زار مدينته دير الزور الشهر الماضي وبعدها قرر ان يقفز من سفينة النظام. ووصف الفارس ما شاهده في دير الزور لقد كان هناك دمار عظيم فيما قتل الالاف معظمهم من ابناء قبيلتي وقال ان الحياة في المدينة كانت معدومة، وما شاهدته هناك ادمى قلبي، كانت مأساة ولا يمكن تصديقه، وان لم يكن السكان هناك قد انضموا للانتفاضة فانهم سيفعلون الآن، واعتقد انهم الان مع الثورة . وكان اخر لقاء له مع الرئيس بشار الاسد قبل ستة اشهر حيث قابله وجها لوجه وطلب منه الاسد استخدام نفوذه في دير الزور ووعده بمنصب كبير قال لي انه يجب التأكيد على ان ما يحدث هو مؤامرة غربية ضد سورية . وعندما تحدث مع مشايخ القبائل والقادة المحليين جاءت الرسالة منهم جميعا انه يجب ان لا نثق بالاسد . ويعتقد الفارس ان بشار الاسد يؤمن بنظرية المؤامرة عليه ويعيش في عالمه الخاص . وعندما سئل ان كان الاسد يوجه القمع شخصيا جاءت اجابته ملتبسة، فمن ناحية قال ان الاسد يتبع اوامر مجموعة مؤثرة في عائلته ومن داعميه الروس، ومن ناحية اخرى اشار الى ان الابن مثل الوالد حافظ الاسد الذي كان قاسيا وسحق مقاومة في مدينة حماة ادت الى مقتل الالاف حيث لا يعرف عددهم حتى اليوم حيث قال ان بشار لا يترك لديك انطباعا انه ذكي وانه سهل القياد ولا يقود، لكن لا احد يملك السلطة على اتخاذ القرارات الا هو، وبالتأكيد فانه يحمل جينات والده الذي كان مجرما بكل المقاييس، وهو ما نشأ عليه وما يميز عائلته . ويواجه الفارس مصيرا مجهولا مثل سيده، فرأسه مطلوب للنظام الذي اعتبره خائنا وفصله من عمله، وبالنسبة للمعارضة وان كان دفعة معنوية لها الا انه يمثل النظام السابق ولا يمكن الثقة به. ومع انه يعتقد ان هناك الكثير من امثاله ممن يخططون للانشقاق الا ان خوفهم من الانكشاف يجعلهم يخفون خططهم ويحتفظون بها لانفسهم.

استراحة 
فى مسرحية ريتشارد الثالث -. وقد كتب شكسبير- في القرن السادس عشر قصة حرب البقاء لملك لا ضمير له يقتل بلا حساب ويُعد لنفسه قصص تغطية على ذلك.هذا هو الاسد- يفعل ذلك - الان فى سوريا

-----------

المصدر: الحوار المتمجن – www.ahewar.org  -  العدد: 3790 –. 16.7.2012 
 


 

 

 

7/18/2012