מאמרים
היסטוריה, זיכרונות
תרבות
Français English عربى  Etc.

 

هل السودان دولة شوهها الاستبداد والعنف والقسوة؟
وهل هي دولة تجسداستهتار البشير بحقوق الشعب والإنسان؟
 
بقلم كاظم حبيب *
 
كلنا نعرف طيبة الشعب السوداني ونزوعهالشديد لحياة السلم والتضامن والتعاون والاعتراف بالآخر والتسامح, وكلنا يعرف أنالشعب السوداني عموماً ومثقفيه خصوصاً كانوا ولا زالوا يناضلون من أجل التمتعبالحرية وسيادة الديمقراطية ورفض الاستبداد والعنف والقسوة, وكلنا يعرف نضال هذاالشعب من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية. ولهذا فوجئ الجميع حين ارتكبت عملياتالقتل التي رافقت بعض الانقلابات وتنفيذ أحكام الإعدام. إلا أن هذه المفاجئة تبخرتتدريجاً, وخاصة حين نفذ البشير وأتباعه الانقلاب المتطرف لقوى الإسلام السياسيوسيطروا على السلطة السياسية وبدأوا بتنفيذ مخطط مناهض للحرية والديمقراطية وحقوقالإنسان وحقوق سكان الجنوب وتشديد الحرب ضد قوى الجنوب وضد شعب دار فور. وحين تفاقمالصراع داخل قوى الإسلام السياسي نفذ البشير انقلاباً ضد حسن الترابي وركل رفاقهالقدامى وزج ببعضهم في السجون.
حاكم السودان لا يمتلك الشرعية الدستورية, فهو لميصل إلى السلطة عبر انتخابات حرة وديمقراطية بل عبر انقلاب عسكري دموي, وحاكمالسودان عسكري مستبد لا يعرف معنى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وهو متهمبتنفيذ أبشع الجرائم ضد قوى الجنوب إلى أن فُرض عليه التوقيع على اتفاقية المشاركةفي الحكم لقوى الجنوب باعتبارهم جزءاً من شعب السودان, ولكن بقومية أفريقية أخرىغير عربية ودين آخر غير الدين الإسلامي.
وحين انتهت المعارك ضد الجنوب توجهبقوة ضد شعب دار فور. فها هو لا يزال يواصل, رغم كل الدعوات الدولية, الإساءة لشعبدار فور وتعطيل الوصول إلى حلول عملية مع القوى المنتفضة على النظام الاستبدادي فيدار فور.
لم يكن عبثياً تقديم هذا المستبد إلى المحكمة الدولية لمحاكمته بسبباتهامه بارتكاب جرائم بشعة ضد شعب دار فور أو إصدار القرارات بارتكاب تلك الجرائم.وسوف يحاكم هذا الدكتاتور, طال الوقت أم قصر, ليلقي الجزاء الدولي العادل نتيجةاضطهاده للشعب السوداني ومصادرته للحريات الديمقراطيةوالحياة السياسية الحرة, ولنتنفعه دعوات الحكام المماثلين له بالكف عن ملاحقته.
وأخيراً هذه جريمة أخرىترتكب من جانب الشرطة والقضاء في السودان, حيث اعتقلت دزينة كاملة من الفتياتالسودانيات بذريعة ارتداء بناطيل لصيقة بالجسم تخدش مشاعر الناس! إن هؤلاء الذينتخدش أحاسيسهم ملابس النساء معتلون ومصابون بعلل نفسية وعقد جنسية عميقة ولاينطلقون من أرضية دينية إسلامية, بل هم يشاركون في تشويه الحياة العامة ويريدون فرضإرادتهم المشوهة على إرادة النساء خصوصاً والناس عموماً. لقد حكم على عشر نشاءبالجلد ونفذ الجلد فعلاً. والآن يراد محاكمة الصحفية لبنى أحمد الحسن والحكم عليهابالجلد 40 جلدة أيضاً وتنفيذها علناً.
إن هؤلاء الناس يخشون حرية المرأة ويخشونالتحرك الشعبي المناهض للحكم الدكتاتوري وسعيه لفرض فكره البائس والمتحجر علىالإنسان ومنعه من الحركة الحرة والحياة السوية.
إن ما يجري في السودان يعود إلىقرون خلت, فالسودان لا يعيش اليوم في القرن الحادي والعشرين, بل يعيش في القرنالثاني عشر للميلاد من حيث العلاقة بين المجتمع والحكم, وبين الدين والدولة وسيادةسلطة الاستبداد التي تمارسها القوى المتخلفة ضد حرية أفراد المجتمع.
لنعمل بداًواحدة للكشف عن الاستبداد الذي يمارسه النظام السوداني وعن استهتار شرطة وقضاءورئيس السودان بحياة وحرية وحقوق الإنسان في السودان.
 
------------------
* كاظم حبيب, كاتب وسياسي عراقي وأحد العاملين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.
المصدر : الحوار المتمدن /www.ahewar.org - العدد: 2707 – 14.7.2009 - khabib@t-online.de
 
7/14/2009